16 - 08 - 2024

عكس عكاس| صفحة ساخرة .. ميزة أن تكون سودانيا - تسويق الأحداث - ومحمد رمضان لوحة تنشين

عكس عكاس| صفحة ساخرة .. ميزة أن تكون سودانيا - تسويق الأحداث - ومحمد رمضان لوحة تنشين

ميزة أن تكون زولاً سودانياً

أي حد تعامل عن قرب مع حد من اخواننا السودانيين ، يعرف انهم المادة الأصلية اللي اتعملت منها الطيبة والتسامح والحب واحترام الآخر، ومن حسن حظي ان ربنا اسعدني من صغري باصدقاء سودانيين في الجامعة في الحياة المهنية ولغاية دلوقتي..

الزول (أو الزولة ) ده مع تعمقك في العلاقة معاه هتلاقي قلبك بيرق ومشاعرك بتشف،والمشاهد بتبان في عنيك بوضوح أكتر ، الرؤية عموما بتبقى اصفى ..

حاجة كده شبه نهايات رحلة صوفية طويلة قضيتها في همشكوريب بكسلا مثلاً ..

بتلاقي نفسك تقول : مشيت بدل رحت ، وتقول :مرة بدل جداً ، وتبدأ تستطعم مصطلحات العامية السودانية اللي هي كده فيها من روحهم المرحة ، وثقافتهم الضاربة في جذور التاريخ..

وعن ثقافتهم قول للصبح ، السوداني بيتولد وفي ايده كتاب،شعب قارئ نهم لكل شئ ، محب ومبدع للفنون بكل انواعها شعب بيغني ويرقص زي مابياكل ويشرب ويتنفس..

واليسار السوداني زي هو بملامحه التقليدية العظيمة اللي معرفتش فلوس التمويل تشوهها..

عطبرة العظيمة دي اللي مست بسحرها قلوب السودانيين فانتفضوا ، كلها كوادر يسار من اللي هم فنوا عمرهم في العمل النقابي والنضالي،مدينة الحديد والنار، اللي فيها رياسة السكة الحديد وأهم وأكبر مصانع  ..  علشان كده كانت انسب بداية ..بالهتاف اللي هيسجله التاريخ للأبد (شرقت شرقت عطبرة مرقت ) .

دي ميزة انك تكون زول سوداني ، على وشك ابتسامة راضية طيبة وفي عيونك نظرة بتضم احبابك ، وفي قلبك عشب اخضر ...نبت على فوهة  بركان هادي.. نايم..

 منتظر بس لحظة فورانه تبدأ ..

انك تكون شبه عبد العزيز بركة ساكن ، ومحمد علي العوضي ومحمود مدني.

***

عن  فنون لف وتغليف وتسويق وبيع الأحداث للمستهلكين 

كأن اتنين تلاتة هم اللي بيسوقوا الصحافة والمحطات التلفزيونية والمواقع الالكترونية، قاعدين في أوضة ضلمة بيرسموا للميديا عموما تنشر ايه وتطبل في إيه وتزيط في أي إتجاه ..

واحد بني ادم كان في الاصل جاسوس وعميل وفيه كل العبر، اتقتل في جريمة بشعة أكيد، وحكايته فضلت شاغلة الميديا الغربية ومن بعدها العربية( لأنها تابعة طبعاً ) اسابيع ..صبح وليل ..وبقت حدوتة على كل لسان هو وخطيبته والفريق اللي قتله وساعته بتاعة جوجل ..

ده نموذج حي وناجح وعظيم لفن تسويق المواضيع والأحداث، اللي هو تطوير احترافي عظيم لقاعدة " بص العصفورة" ..

لأن في الوقت اللي العالم كله تابع وانزعج واتشحتف عياط على خاشقجي كان فيه ابرياء بيموتوا جماعات جماعات منهم أطفال ونساء، في اليمن ..بس مافيش كاميرات تصور ولا حد مهتم ولا اليمن وأهلها يجوا حاجة جنب ارهابيين حلب اللي صورها المزيفة انتشرت في ملايين المواقع والصحف والمحطات وصفحات السوشيال ميديا ..

ولا هم بأهمية أكاذيب مسلمي الروهينجا اللي صورهم بتنزل لك من الحنفية..

نفس الكلام تقدر تقيسه على الفرق بين احتجاجات السترات الصفرا في فرنسا، وثورة الأشقاء السودانيين اللي بدأت تعطر الأفق السوداني والعربي حالياً، شئ مش مهم ولا يستحق التسويق، سلعة مالهاش رواج بين اللي قاعدين على كراسي جلد بياكلوا فشار وبيقلبوا بين المحطات يدوروا على حاجة مثيرة تملا فراغهم وتحرك مشاعرهم الباردة..

او بين الصحفيين والارزقية اللي دايرين يشمشموا على اي خبر مثير، يجيب ترافيك..

السودان العظيم فيه انتفاضة حقيقية..غضب مستمر وشهدا بتدفع التمن، يسار موجود بقوة، ولأول مرة يمكن في غضب شعبي عربي، اغلب المدن بتصحى وتغضب والنور بيملا اركانها ..

نقابات بتنضم وأعداد عمال كتيرة ..

قمع واعتقالات ..ميديا "تعريضية " مضادة للانتفاضة وكدب بيتنشر كالعادة وشبكات نت بتنقطع ..

22 شهيد مايستحقوش جزء من الاهتمام اللي خده واحد بس مات من بتوع السترات الصفرا ، اعتبروهم حتة من جسم خاشقجي طيب..

نخش على المستوى المحلي ...مفيش فرق 

يعني شرط الاثارة والإقبال يفضل أساسي، بس طريقة تغليف البضاعة وتوقيت وطريقة عرضها بتفرق، بالطريقة دي نقدر نقول ان اختفاء مصطفى النجار في وجهة نظر ارباب التسويق اللي بيسوقوا الليلة، بضاعة مش ذات أهمية وبالتالي يفضل الحدث الجلل المهم ده، اللي هو اختفاء كادر سياسي مهم وكبير من علىوش الدنيا فجأة ...مجرد حدث عادي يمكن ماحصلش، وبالتالي محدش يجيب سيرة الراجل الا اصحابه والمقربين منه اللي بيصرخوا كل يوم ومن وقت اختفاؤه علشان حد يتحرك..

الوزيرة و"كارثة " مكتبة حسن كامي 

يمكن موضوع مكتبة حسن كامي أهم ..شئ لطيف وشيك كده، ومعركة حلوة وحدث يتغلف ويتباع صح لأن السوشيال ميديا خاصة الشباب المثقف الشيك الحنين ده زعلوا على المكتبة والثروة اللي فيها ، لما عرفوا ان فيه محامي بلع كل ورث حسن كامي اول واخر، وده كان شئ لطيف طبعاً كان له أثر عظيم على مشاعر وزيرة الثقافة، اللي اتأثرت جامد وقررت بعد ساعات من انتشار اخبار الكارثة العظيمة دي انها تبعت مذكرة للنيابة العامة علشان "تتخذ الإجراءات  القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أي من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد انتهاء  اللجنة المشكلة، وفقا للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبة، وتم تكليف الإدارة المركزية  للشؤون  القانونية بوزارة الثقافة، لإنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع  التصرف في محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة"........

اللجنة دي برئاسة الدكتور هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، ونركز بس شوية علشان نلاحظ ان دار الكتب دي بكل مافيها من ثروات عظيمة بجد ، بتعاني اهمال فظيع مريع من سنين طويلة، واي واحد راح هناك واضطر يتعامل معاها هيكتشف قد ايه احنا بنعيش مهزلة حقيقية، سواء في مدى الاهتمام بالقروات العظيمة من الكتب والوثائق (اللي هي مرمية في الرطوبة وعرضة للتلف) او حتى في طريقة تقديمها للي محتاجها ، يعني اسهل لك تخش على موقع امريكي ولا بريطاني متخصص تجيب منه اللي يلزمك بدل ماتروح تتبهدل وتستنى تملا سركي وورق وساعات على ماتوصل للي انت عايزه ده لو لاقيته ...

الناس دي ورئيس الدار دي ..

والست الوزيرة دي اللي مشاعرها انجرحت بسبب مكتبة حسن كامي واتصرفت بسرعة ..

هي هي نفس الست المسئولة عن انقاذ ثروة تاريخية عظيمة مرمية ومهملة في دار الكتب ..

بس هنقول ايه ..

فن تسويق البضاعة ..

هو المستهلك هيهتم بدار الكتب والكلام الفاضي الممل ده ولا هيتابع مسلسل حسن كامي ..؟

***

  محمد رمضان ..لوحة التنشين المفضلة عند المجتمع والناس

تقدر تقول انه اكتر نجم مصري ينفع يتشتم صبح وليل ويتلعن سنسفيل أبوه هو وأهله وبيئته اللي اتربى فيها، ليل نهار وكل ساعة وفي أي مناسبة، لوحة  االتنشين المفضلة عند اي حد زهقان مش لاقي حاجة يعملها، أو حيران عايز حد يشتمه من غير مايدفع التمن، أو عشمان في شوية لايكات وشير، أو بيعمل لنفسه سمعة من غير ما يدفع حاجة ..

آخر فرح اتنصب على محمد رمضان كان بطولة سميرة عبد العزيز ، الست الطيبة اللي كانت بتعمل ادوار في مسلسلات محدش فاكرها، اللي هي اهم انجازاتها قال الفيلسوف في الاذاعة، وده شئ لا يقلل منها بالعكس هي ست كمّل ..

بس اذ فجأتن ..اعلنت انها رفضت تعمل أم محمد رمضان في المسلسل وقالت بالنص" أنا ما اخلفش ده ".. الجملة الروعة دي اللي عجبت الكل ونقلوها بالنص وهم فرحانين وبيسقفوا للست المصرية العظيمة دي اللي ادت رمضان على وشه وانتقمت للمجتمع والناس من "السرسجي" كما يحب الاخوة السيس والكيوت انهم يسموه ..

ومنها انفتحت بوابة العنصرية والتنمر والكراهية والناس طلعت كل الغل اللي متعبي في صدورها، اللي اتكلم عن لونه واللي شاط في بيئته ومجتمعه واللي كان محترم شوية فاتكلم عن افلامه اللي افسدت المجتمع وضيعت شباب البلد ، واللي واللي ..

 خلينا في الفنانة القديرة الأول ..

ده وش كده موقف رخيص ومش محترم ..ومش هاقول سفالة ..

وزي ماقال الصديق والمشاغب الجميل هاني صبحي على صفحته ☹"أحمد عز الكيوت وعمرو يوسف في اولاد رزق حفروا وطلعوا من قلب الطرنش سيل من الشتايم والقذارة والعنف والزنا..

آسر ياسين الجان شخر حضرتك...شخر اه ...

بس عادي يعني شغال...المهم إن محمد رمضان اللي انا مبحبوش والله ولا تخيلت في يوم ادافع عنه سرسجي... والست سميرة اللي لو قالولها هتعملي دور أم لواحد من اللي ذكرتهم هترقع زغروطة ومش هتجرؤ تقول بكل صفاقة "انا مخلفش ده ")

بالنسبة لي مش بتحمل اشوف مشهدين تلاتة لمحمد رمضان في اغلب افلامه اللي عملها ... حبيت دوره في (إحكي ياشهر زاد ) لأن ده فيلم يسري نصر الله اللي هو لو طوبة عاملة مشهد في الفيلم هتحبها، وهو الصراحة كان لايق على الدور الى حد كبير، وكان ظهوره لطيف جدا في مسلسل لهفة، باستثناء كده ما اقدرش اتحمل خاصة وهو اصلا عامل جريمة زي ( واحد صعيدي)، بالاضافة لكده هو عنده مشكلة نفسية بسبب انه لقى نفسه على القمة بسرعة جدا، وله جمهور بالملايين وهو عارف وبيشوف ده وبيحس بيه كل لحظة، والمشكلة دي ازعم انها موجودة في النص، ده اداله نوع من الغرور زود من تقل دمه ، لكن في الآخر كل واحد حر في حياته، وهو ماجابش جديد لأن نجوم كتير محققوش عشر نجاح رمضان الجماهيري ولا هيحققوا بيتعاملوا مع الدنيا من طراطيف مناخيرهم ..

منهم واحد من كام يوم قال انه ال باتشينو العرب ..

رمضان ظاهرة فنية محدش يقدر ينكر ، وله جمهور لايقدر بعدد واللي مش مصدق يشوف فيديوهاته ، وتعليقات الناس ، فحضرتك هتتنمر عليه ولا تمارس عنصريتك البغيضة ولا طبقيتك المتعفنة ، ولا هتأثر في شعرة منه لأنه لغاية دلوقتي محمي محمي تمام التمام ، وجمهوره بيزيد كل يوم ..

بس انت لاقي لك فرصة زي اللي جت لسميرة عبد العزيز علشان تعرف تتشهر زي ما اتشهرت.
------------------------------
بقلم: خالد الدخيل